روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | مخاطر الدش.. لماذا نخشى من الدشوش؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > مخاطر الدش.. لماذا نخشى من الدشوش؟


  مخاطر الدش.. لماذا نخشى من الدشوش؟
     عدد مرات المشاهدة: 2905        عدد مرات الإرسال: 0

 الحمد لله الذي خلقنا من عدم، وأسبغ علينا وافر النعم، والصلاة والسلام على من بعثه الله للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وعلى آله وصحبه، وبعد: 

فلقد خلقنا الله لعبادته وهي (فعل أوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه) فأمرنا بما فيه صلاح ديننا ودنيانا وأمرنا بما يصلح عقولنا وقلوبنا وأجسادنا وأباحه لنا، ونهانا عما يضر بعقولنا وقلوبنا وأجسادنا وحرمه علينا ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14].

أيها المسلم:

لقد فتن بعض الناس ببث القنوات التلفزيونية الفضائية وتسابقوا لشراء أجهزة استقبآلها بشكل مخيف وبعدد ينذر بخطر على العقائد والأخلاق.

لقد عقد مؤتمر في دولة نصرانية ضم أكثر من (100) دولة، وحضره أكثر من (8000) منصر، وكلف أكثر من (21) مليون دولار.. لماذا؟

لدراسة كيفية الإستفادة من البث المباشر في تنصير المسلمين!!

وصدق الله ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء [النساء:89]. الآية، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: "لشدة عداوتهم يودون لكم الضلالة لتستووا وإياهم فيها".

وصدق الله قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون [آل عمران:118].

فيا أيها المسلم:

أيسرك أن يكون منزلك مسرحًا يستقبل عبر شاشتك الكفر والإلحاد، وتشاهد من خلآلها الأفلام الداعرة والقنوات المتحللة والساقطة.

وتعرض فيها كؤوس الخمر وصور العاهرات والفاجرات من خلال المسلسلات وعرض الأزياء؟ أترضى بذلك لك ولأهلك؟!

إن كان الجواب: نعم: فكبر على نفسك أربع تكبيرات.. فأنت في عداد الأموات ولا تنس وقوفك يوم العرض أمام جبار السماوات والأرض.

وإن كان الجواب: لا - لكنني أتحكم فيه من خلال (الريموت كنترول!!) فاعلم أن هناك من أخذ التلفاز قديمًا بحجة التحكم فيه فعجز.

ثم أدخل الفيديو وزعم محاولة السيطرة على إستخدامه فيما يفيد ففشل، ولذا فأهل الدشوش أعجز وأعجز ألف مرة عن التحكم فيه.

يا صاحب الدش:

قد تقول: أريد متابعة الأخبار ومشاهدة المباريات على آلهواء مباشرة!!

ولهذا فقط نصبت الدش. فنقول لك: هل ما ترى في المباريات والأخبار من مناظر لعورات الرجال والنساء، وما تسمعه من موسيقى ونحوها.

هل أحله لك الذي خلقك؟ أين أمره لك بغض البصر وحفظ السمع؟ ثم ماذا بعد متابعتك ومشاهدتك؟

هل زاد إيمانك.. هل تحركت غَيْرَتُك على دينك بسبب مآسي المسلمين؟ هل ازداد بغضك للكافرين؟ هل أقلعت عن فعل المنكرات؟

الواقع يقول: إن حال أهل الدشوش إضاعة للأوقات، ونوم عن الصلوات، وجرأة على المحرمات، واستمراء للمنكرات، وإعجاب بالكفار، وإثارة للشهوات.

وتقليد من النساء للكافرات، وإعجاب بالفاجرات، وتثاقل عن الطاعات، فقل لي بربك: ما هي فوائد تلك القنوات؟

يا صاحب الدش:

لو أعطيت كأسًا فيه عسلٌ كثير وقليل من السم فهل ستشربه؟! الجواب طبعًا لا. وأنا أسألك: كم نسبة العسل والسم في تلك القنوات الفضائية؟؟ وأيهما أولى: حماية الأجساد أم حماية العقائد والأخلاق؟؟

يا أهل الدشوش: إن الله هو الذي خلقكم من عدم، وأصح أجسادكم فاستخدمتموها في العكوف على الدشوش!!

ومنحكم عينين فنظرتم بها إلى ما حرم عليكم!! وجعل لكم أذنين فاستمعتم بها إلى ما يسخطه!! رزقكم أموالًا فاشتريتم بها ما لا يرضيه!! أهكذا تشكر النعم؟!

ألم يرسل إليكم رسولًا وينزل عليكم كتابًا فهل قرأتموه لتحكموا على أنفسكم بأنفسكم؟!

منحكم عقولا تميزون بها النافع من الضار، وهيأ لكم علماء يبينون لكم الحلال من الحرام، وقال لكم: وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النحل:43].

وقد أفتى العلماء بأن شراءها وبيعها ومشاهدة بثها حرام، فاتقوا الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون [البقرة:281].

فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا واستعدوا للموت وسكراته وللقبر وظلمته وليوم القيامة وأهوآله يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه [عبس:34-37].

عودوا إلى ربكم وحكّموا دينكم واحذروا تضييع أماناتكم وغش أبنائكم وبناتكم بإدخال الدش عليهم، فالأمر خطير والحساب عسير، فاتق الله أيها المسلم. أيها العقلاء:

إننا نخشى أن نستفيق بعد طول صمت على كارثة تحل بنا أو عقوبة تذهلنا، إننا نخشى أن ننتبه بعد فوات الأوان وإذا بنا أمام جيل ربّته القنوات التلفزيونية الأجنبية على كل رذيلة.

وحارب كل ما لديه من فضيلة، جيل تحلّلت أخلاقه وانحرفت عقائده وتزعزعت مبادئه وقيمه، جيل همه شهوة بطنه وفرجه، فيظل الشباب، وتنحرف الفتيات، ويفسد الآباء، ويتمر د الأبناء، فيعصِ الله الذي خلق، وتُكفر نعم الله الذي رزق.

والنتيجة وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون [النحل:112].

فيا أيها المسلمون:

ناصحو جيرانكم وحذّروا إخوانكم وخوفوا أقاربكم وذكروهم ببطش الله إن بطش ربك لشديد [البروج:12]. خاطبوا العقلاء وخذوا على أيدي السفهاء وتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا إن الله شديد العقاب [الأنفال:25]. قال عليه الصلاة والسلام: {إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه} وسنة الله في المعرضين معلومة.

فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد [غافر:44].

هذه ذكرى للأمة لعل فيها براءة للذمة وإقامة للحجة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الكاتب: عبدالرحمن الوهيبي
 
المصدر: موقع كلمات